الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  ( 1037 ) حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني ، ثنا أبو جعفر النفيلي ، ( ح ) . وحدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني ، ثنا أبي ، قالا : ثنا زهير بن معاوية ، ثنا محمد بن جحادة ، حدثني الحجاج الباهلي ، ثنا سويد بن حجير ، عن حكيم بن معاوية ، عن أبيه ، قال : أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، [ ص: 427 ] فقلت : إني حلفت عدد هؤلاء ، وأومأ إلى أصابعه ، أني لا أتبعك ولا أتبع ما جئت به ، فأنشدك الله ما دينك الذي بعثك الله به ؟ ، قال : " بعثني بالإسلام " ، قلت : فما الإسلام ؟ ، قال : " أن تقول : أسلمت نفسي لله ، ووجهت وجهي إليك ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، أخوان نصيران ، لا يقبل الله من أحد توبة أشرك بعد إسلامه " .

                                                                  قلت : ما حق أزواجنا علينا ؟ ، قال : " أطعم إذا أطعمت ، واكس إذا اكتسيت ، ولا تضرب الوجه ، ولا تقبح ، ولا تهجر إلا في البيت " .

                                                                  ثم قال : " هاهنا تحشرون ، وأومأ إلى الشام ، مشاة وركبانا وتجرون على وجوهكم ، تأتون الله يوم تأتونه وعلى أفواهكم الفدام ، فيكون أول ما يعرب عن أحدكم فخذه ، توفون سبعين أمة أنتم آخرها وأكرمها على الله ، وما من مولى يأتي مولى فيسأله من فضل عنده فيمنعه إلا أتاه يوم القيامة شجاعا يلمظ " .

                                                                  وإن رجلا ممن كان قبلكم رعسه الله مالا وولدا حتى مضى عصار وبقي عصار ، فلما حضره الموت قال لأهله : أي رجل كنت لكم ؟ ، قالوا : خير رجل ، قال : لأنزعن كل شيء أعطيتكموه أو لتفعلن ما آمركم به ، فقالوا : كلنا نفعل ما أمرتنا ، قال : فإذا أنا مت فأحرقوني في النار ، فإذا كنت فحما فاسحقوني ، ثم ذروني في يوم ريح ، فدعى الله به كما كان ، فقال : ما حملك على ما صنعت ؟ ، قال : مخافتك يا رب ، فتلافيه وربي " .


                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية