الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 324 ] ذكر مسير ابن الأشتر إلى قتال ابن زياد وفي هذه السنة لثمان بقين من ذي الحجة سار إبراهيم بن الأشتر لقتال عبيد الله بن زياد ، وكان مسيره بعد فراغ المختار من وقعة السبيع بيومين ، وأخرج المختار معه فرسان أصحابه ووجوههم وأهل البصائر منهم ممن له تجربة ، وخرج معه المختار يشيعه ، فلما بلغ دير عبد الرحمن بن أم الحكم لقيه أصحاب المختار معه الكرسي يحملونه على بغل أشهب وهم يدعون الله له بالنصر ويستنصرونه ، وكان سادن الكرسي حوشب البرسمي ، فلما رآهم المختار قال :

أما ورب المرسلات عرفا لنقتلن بعد صف صفا     وبعد ألف قاسطين ألفا



ثم ودعه المختار وقال له : خذ عني ثلاثا : خف الله - عز وجل - في سر أمرك وعلانيتك ، وعجل السير ، وإذا لقيت عدوك فناجزهم ساعة تلقاهم .

ورجع المختار ، وسار إبراهيم فانتهى إلى أصحاب الكرسي ، وهم عكوف عليه قد رفعوا أيديهم إلى السماء يدعون الله ، فقال إبراهيم : اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، هذه سنة بني إسرائيل ، والذي نفسي بيده ، إذ عكفوا على عجلهم ، ثم رجعوا وسار إلى قصده .

التالي السابق


الخدمات العلمية