الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( قال ) : ولو أن صاحب الأرض الخراجية زرعها ، ولم تخرج شيئا ، أو أصاب الزرع آفة فلا خراج فيها بخلاف ما إذا لم يزرعها ; لأنه إذا عطلها فقد تمكن من الانتفاع بها وإذا زرعها فلم تخرج شيئا ، أو أصاب الزرع آفة انعدم تمكنه من الانتفاع بها ، وهو مصاب في هذه الحالة يعان ، ولا يغرم شيئا كي لا يؤدي إلى استئصالها ومما حمد من سير الأكاسرة أنه إذا أصاب زرع بعض الرعية آفة غرموا له ما أنفق في الزراعة من بيت مالهم ، وقالوا التاجر شريك في الخسران كما هو شريك في الربح فإن لم يعطه [ ص: 47 ] الإمام شيئا فلا أقل من أن لا يغرمه الخراج فإن لم يزرعها ولكنها غرقت ثم نضب الماء عنها في وقت لا يقدر على زراعتها قبل مضي السنة فلا خراج عليه ; لأنه لم يتمكن من الانتفاع بها ، ولو نضب الماء عنها في وقت يقدر على زراعتها قبل مضي السنة فعليه الخراج زرعها ، أو لم يزرعها لأنه تمكن من الانتفاع بها

التالي السابق


الخدمات العلمية