الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( نفا ) ( هـ ) فيه " قال زيد بن أسلم : أرسلني أبي إلى ابن عمر ، وكان لنا غنم ، فأردنا نفيتين نجفف عليهما الأقط ، فأمر قيمه لنا بذلك " قال أبو موسى : هكذا روي " نفيتين " بوزن بعيرين ، وإنما هو نفيتين " بوزن شقيتين ، واحدتهما : نفية ، كطوية . وهي شيء يعمل من الخوص ، شبه طبق عريض .

                                                          وقال الزمخشري : قال النضر : النفية ، بوزن الظلمة ، وعوض الياء تاء ، فوقها نقطتان . وقال غيره : هي بالياء ، وجمعها : نفى ، كنهية ونهى . والكل شيء يعمل من الخوص مدورا واسعا كالسفرة .

                                                          [ ص: 101 ] ( هـ ) وفي حديث محمد بن كعب " قال لعمر بن عبد العزيز ، حين استخلف ، فرآه شعثا ، فأدام النظر إليه ، فقال له : مالك تديم النظر إلي ؟ فقال : أنظر إلى ما نفى من شعرك ، وحال من لونك " أي ذهب وتساقط . يقال : نفى شعره ينفي نفيا ، وانتفى ، إذا تساقط . وكان عمر قبل الخلافة منعما مترفا ، فلما استخلف شعث وتقشف .

                                                          وفيه المدينة كالكير تنفي خبثها " أي تخرجه عنها ، وهو من النفي : الإبعاد عن البلد . يقال : نفيته أنفيه نفيا ، إذا أخرجته من البلد وطردته .

                                                          وقد تكرر ذكر " النفي " في الحديث .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية