الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( نسم ) ( هـ ) فيه : من أعتق نسمة ، أو فك رقبة النسمة : النفس والروح . أي من أعتق ذا روح . وكل دابة فيها روح فهي نسمة ، وإنما يريد الناس .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث علي " والذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة " أي خلق ذات الروح ، وكثيرا ما كان يقولها إذا اجتهد في يمينه .

                                                          ( هـ ) وفيه : " تنكبوا الغبار ، فإن منه تكون النسمة " هي هاهنا النفس ، بالتحريك ، واحد الأنفاس . أراد تواتر النفس والربو والنهيج ، فسميت العلة نسمة ، لاستراحة صاحبها إلى تنفسه ، فإن صاحب الربو لا يزال يتنفس كثيرا .

                                                          ومنه الحديث : " لما تنسموا روح الحياة " أي وجدوا نسيمها . والتنسم : طلب النسيم واستنشاقه . وقد نسمت الريح تنسم نسما ونسيما .

                                                          ( هـ ) والحديث الآخر : " بعثت في نسم الساعة " هو من النسيم ، أول هبوب الريح الضعيفة : أي بعثت في أول أشراط الساعة وضعف مجيئها .

                                                          [ ص: 50 ] وقيل : هو جمع نسمة . أي بعثت في ذوي أرواح خلقهم الله تعالى قبل اقتراب الساعة ، كأنه قال : في آخر النشء من بني آدم .

                                                          ( هـ ) وفي حديث عمرو بن العاص وخالد بن الوليد : " استقام المنسم ، وإن الرجل لنبي " معناه تبين الطريق ، يقال : رأيت منسما من الأمر أعرف به وجهه : أي أثرا منه وعلامة . والأصل فيه من المنسم ، وهو خف البعير يستبان به على الأرض أثره إذا ضل .

                                                          ومنه حديث علي : " وطئتهم بالمناسم " جمع منسم : أي بأخفافها . وقد يطلق من مفاصل الإنسان اتساعا .

                                                          ومنه الحديث : على كل منسم من الإنسان صدقة أي على كل مفصل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية