الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( نشف ) ( س ) في حديث طلق أنه - عليه السلام - قال لنا : اكسروا بيعتكم ، وانضحوا مكانها ، واتخذوه مسجدا ، قلنا : البلد بعيد ، والماء ينشف أصل النشف : دخول الماء في الأرض والثوب . يقال : نشفت الأرض الماء تنشفه نشفا : شربته . ونشف الثوب العرق وتنشفه . وأرض نشفة .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - نشافة ينشف بها غسالة وجهه يعني منديلا يمسح بها وضوءه .

                                                          ( س ) وحديث أبي أيوب " فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة ما لنا غيرها ، ننشف بها الماء " .

                                                          ( س ) وفي حديث عمار " أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فرأى به صفرة ، فقال : اغسلها ، فذهبت فأخذت نشفة لنا ، فدلكت بها على تلك الصفرة حتى ذهبت النشفة بالتحريك ، وقد [ ص: 59 ] تسكن : واحدة النشف ، وهي حجارة سود ، كأنها أحرقت بالنار ، وإذا تركت على رأس الماء طفت ولم تغص فيه ، وهي التي يحك بها الوسخ عن اليد والرجل .

                                                          ومنه حديث حذيفة أظلتكم الفتن ، ترمي بالنشف ، ثم التي تليها ترمي بالرضف يعني أن الأولى من الفتن لا تؤثر في أديان الناس لخفتها ، والتي بعدها كهيئة حجارة قد أحميت بالنار ، فكانت رضفا ، فهي أبلغ في أديانهم ، وأثلم لأبدانهم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية