الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                571 وحدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف حدثنا موسى بن داود حدثنا سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى ثلاثا أم أربعا فليطرح الشك وليبن على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم فإن كان صلى خمسا شفعن له صلاته وإن كان صلى إتماما لأربع كانتا ترغيما للشيطان حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثني عمي عبد الله حدثني داود بن قيس عن زيد بن أسلم بهذا الإسناد وفي معناه قال يسجد سجدتين قبل السلام كما قال سليمان بن بلال

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي سعيد : ( ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم ) ظاهر الدلالة لمذهب الشافعي - رحمه الله تعالى - كما سبق في أنه يسجد للزيادة والنقص قبل السلام ، وسبق تقريره في كلام المازري ، واعترض عليه بعض أصحاب مالك بأن مالكا - رحمه الله تعالى - رواه مرسلا ، وهذا اعتراض باطل لوجهين : أحدهما أن الثقات الحفاظ الأكثرين رووه متصلا فلا يضر مخالفة واحد لهم في إرساله ؛ لأنهم حفظوا ما لم يحفظه وهم ثقات ضابطون حفاظ متقنون . الثاني أن المرسل عند مالك - رحمه الله تعالى - حجة فهو وارد عليهم على كل تقدير .

                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( كانتا ترغيما للشيطان ) أي إغاظة له وإذلالا ، مأخوذ من الرغام وهو التراب ، ومنه أرغم الله أنفه ، والمعنى أن الشيطان لبس عليه صلاته وتعرض لإفسادها ونقصها فجعل الله تعالى للمصلي [ ص: 220 ] طريقا إلى جبر صلاته وتدارك ما لبسه عليه وإرغام الشيطان ورده خاسئا مبعدا عن مراده ، وكملت صلاة ابن آدم ، وامتثل أمر الله تعالى الذي عصى به إبليس من امتناعه من السجود . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية