الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                644 وحدثني زهير بن حرب وابن أبي عمر قال زهير حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي لبيد عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم ألا إنها العشاء وهم يعتمون بالإبل [ ص: 279 ]

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                [ ص: 279 ] قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشاء ، إنها في كتاب الله العشاء وإنها تعتم بحلاب الإبل ) . معناه : أن الأعراب يسمونها العتمة لكونهم يعتمون بحلاب الإبل ، أي يؤخرونه إلى شدة الظلام . وإنما اسمها في كتاب الله : العشاء ، في قول الله تعالى : ومن بعد صلاة العشاء فينبغي لكم أن تسموها العشاء . وقد جاء في الأحاديث الصحيحة تسميتها بالعتمة كحديث : لو يعلمون ما في الصبح والعتمة لأتوهما ولو حبوا وغير ذلك . والجواب عنه من وجهين : أحدهما أنه استعمل لبيان الجواز ، وأن النهي عن العتمة للتنزيه لا للتحريم . والثاني : يحتمل أنه خوطب بالعتمة من لا يعرف العشاء فخوطب بما يعرفه ، واستعمل لفظ ( العتمة ) ؛ لأنه أشهر عند العرب ، وإنما كانوا يطلقون العشاء على المغرب . ففي صحيح البخاري : لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم المغرب قال : وتقول الأعراب : العشاء ، فلو قال : لو يعلمون ما في الصبح والعشاء لتوهموا أن المراد المغرب ، والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية