الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                692 حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن بشار جميعا عن ابن مهدي قال زهير حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة عن يزيد بن خمير عن حبيب بن عبيد عن جبير بن نفير قال خرجت مع شرحبيل بن السمط إلى قرية على رأس سبعة عشر أو ثمانية عشر ميلا فصلى ركعتين فقلت له فقال رأيت عمر صلى بذي الحليفة ركعتين فقلت له فقال إنما أفعل كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل وحدثنيه محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة بهذا الإسناد وقال عن ابن السمط ولم يسم شرحبيل وقال إنه أتى أرضا يقال لها دومين من حمص على رأس ثمانية عشر ميلا

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( وحدثنا شعبة عن يزيد بن خمير عن حبيب بن عبيد عن جبير بن نفير قال : خرجت مع شرحبيل بن السمط إلى قرية على رأس سبعة عشر أو ثمانية عشر ميلا فصلى ركعتين فقلت له فقال : رأيت عمر - رضي الله عنه - صلى بذي الحليفة ركعتين ، فقلت له فقال : إنما أفعل كما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل ) هذا الحديث فيه أربعة تابعيون يروي بعضهم عن بعض يزيد بن خمير فمن بعده ، [ ص: 323 ] وتقدمت لهذا نظائر كثيرة ، وسيأتي بيان باقيها في مواضعها إن شاء الله تعالى . و ( يزيد بن خمير ) بضم الخاء المعجمة . و ( نفير ) بضم النون وفتح الفاء . و ( السمط ) بكسر السين وإسكان الميم ، ويقال : السمط بفتح السين وكسر الميم . وهذا الحديث مما قد يتوهم أنه دليل لأهل الظاهر ، ولا دلالة فيه بحال ؛ لأن الذي فيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعمر - رضي الله عنه - إنما هو القصر بذي الحليفة وليس فيه أنها غاية السفر . وأما قوله : ( قصر شرحبيل على رأس سبعة عشر ميلا أو ثمانية عشر ميلا ) فلا حجة فيه ؛ لأنه تابعي فعل شيئا يخالف الجمهور ، أو يتأول على أنها كانت في أثناء سفره ، لا أنها غايته . وهذا التأويل ظاهر وبه يصح احتجاجه بفعل عمر ، ونقله ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والله أعلم .

                                                                                                                قوله : ( أتى أرضا يقال لها : دومين من حمص على رأس ثمانية عشر ميلا ) هي بضم الدال وفتحها وجهان مشهوران والواو ساكنة والميم مكسورة ، وحمص لا ينصرف وإن كانت اسما ثلاثيا ساكن الأوسط ؛ لأنها عجمية اجتمع فيها العجمة والعلمية والتأنيث ، كماه وجور ونظائرهما .




                                                                                                                الخدمات العلمية