الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون

                                                                                                                                                                                                                                      فلما قضى موسى الأجل فصيحة، أي: فعقدا العقدين، وباشر موسى ما التزمه فلما أتم الأجل. وسار بأهله نحو مصر بإذن من شعيب عليهما السلام. روي أنه عليه الصلاة والسلام قضى أبعد الأجلين، ومكث عنده بعد ذلك عشر سنين، ثم عزم على العود إلى مصر، فاستأذنه في [ ص: 12 ] ذلك فأذن له، فخرج بأهله. آنس من جانب الطور أي: أبصر من الجهة التي تلي الطور. نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أي: بخبر الطريق. وقد كانوا ضلوه أو جذوة أي: عود غليظ سواء كانت في رأسه نارا، ولا قال قائلهم:


                                                                                                                                                                                                                                      باتت حواطب ليلى يلتمسن لها ... جزل الجذى غير حوار ولا دعر



                                                                                                                                                                                                                                      وقال:


                                                                                                                                                                                                                                      وألقى على قبس من النار جذوة ...     شديدا عليها حرها والتهابها



                                                                                                                                                                                                                                      ولذلك بين بقوله تعالى: من النار وقرئ: بكسر الجيم وبضمها، وكلها لغات. لعلكم تصطلون أي: تستدفئون.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية