الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون

                                                                                                                                                                                                                                      من الذين فرقوا دينهم بدل من المشركين بإعادة الجار، وتفريقهم لدينهم اختلافهم فيما يعبدونه على [ ص: 61 ] اختلاف أهوائهم، وفائدة الإبدال التحذير عن الانتماء إلى حزب من أحزاب المشركين ببيان أن الكل على الضلال المبين، وقرئ: (فارقوا) أي: تركوا دينهم الذي أمروا به. وكانوا شيعا أي: فرقا تشايع كل منها إمامها الذي أضلها. كل حزب بما لديهم من الدين المعوج المؤسس على الرأي الزائغ، والزعم الباطل. فرحون مسرورون ظنا منهم أنه حق، وأنى له ذلك. فالجملة اعتراض مقرر لمضمون ما قبله من تفريق دينهم، وكونهم شيعا. وقد جوز أن يكون فرحون صفة لـ كل على أن الخبر هو الظرف المقدم، أعني من الذين فرقوا، ولا يخفى بعده.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية