الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا

                                                                                                                                                                                                                                      يحسبون الأحزاب لم يذهبوا أي: هؤلاء [ ص: 97 ] لجبنهم يظنون أن الأحزاب لم ينهزموا ففروا إلى داخل المدينة . وإن يأت الأحزاب كرة ثانية يودوا لو أنهم بادون في الأعراب تمنوا أنهم خارجون إلى البدو حاصلون بين الأعراب، وقرئ: (بدى) جمع باد كغاز وغزى. يسألون كل قادم من جانب المدينة . وقرئ: (يساءلون) أي: يتساءلون. ومعناه يقول بعضهم لبعض: ماذا سمعت؟ ماذا بلغك؟ أو يتساءلون الأعراب كما يقال: رأيت الهلال وتراءيناه، فإن صيغة التفاعل قد تجرد عن معنى كون ما أسندت إليه فاعلا من وجه، ومفعولا من وجه، ويكتفى بتعدد الفاعل كما في المثال المذكورة ونظائره. عن أنبائكم عما جرى عليكم ولو كانوا فيكم هذه الكرة، ولم يرجعوا إلى المدينة ، وكان قتال. ما قاتلوا إلا قليلا رياء وخوفا من التعيير.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية