الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      أبو معمر الهذلي ( خ ، م ، د )

                                                                                      الإمام الحافظ الكبير الثبت ، أبو معمر ، إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن الحسن الهذلي الهروي ، ثم البغدادي القطيعي . كان ينزل القطيعة .

                                                                                      ولد سنة نيف وخمسين ومائة .

                                                                                      وأخذ عن : شريك القاضي ، وإسماعيل بن جعفر ، وخلف بن خليفة ، وعلي بن هاشم بن البريد ، وهشيم ، وعبد الله بن المبارك ، وسفيان بن عيينة ، ومروان بن شجاع ، وإسماعيل بن عياش ، وخلق .

                                                                                      حدث عنه : البخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، [ ص: 70 ] وبقي بن مخلد ، وصالح بن محمد جزرة ، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي ، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة ، وأبو يعلى الموصلي ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وخلق سواهم .

                                                                                      وحدث البخارى أيضا ، والنسائي ، عن رجل عنه .

                                                                                      ذكره محمد بن سعد في " طبقاته " فقال : ثقة ثبت ، صاحب سنة وفضل .

                                                                                      قال عبيد بن شريك البزار : كان أبو معمر القطيعي من شدة إدلاله بالسنة يقول : لو تكلمت بغلتي لقالت : إنها سنية . قال : فأخذ في محنة القرآن ، فأجاب . فلما خرج ، قال : كفرنا وخرجنا .

                                                                                      وروى سعيد بن عمرو البرذعي عن أبي زرعة قال : كان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار ، ولا أبي معمر ، ولا يحيى بن معين ، ولا عن أحد ممن امتحن فأجاب .

                                                                                      قال أبو يعلى : حدث أبو معمر بالموصل بنحو ألفي حديث حفظا ، فلما رجع إلى بغداد ، كتب إلى أهل الموصل بالصحيح من أحاديث ، كان أخطأ فيها نحو ثلاثين أو أربعين حديثا .

                                                                                      قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبا معمر الهذلي يقول : من زعم أن الله لا يتكلم ، ولا يسمع ، ولا يبصر ، ولا يرضى ، ولا يغضب ، فهو كافر . إن رأيتموه واقفا على بئر فألقوه فيها بهذا أدين الله عز وجل .

                                                                                      وعن أبي معمر القطيعي قال : آخر كلام الجهمية أنه ليس في السماء إله .

                                                                                      قلت : بل قولهم : إنه عز وجل ، في السماء وفي الأرض ، لا امتياز للسماء . وقول عموم أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - : إن الله في السماء ، يطلقون ذلك وفق ما جاءت النصوص بإطلاقه ، ولا يخوضون في تأويلات [ ص: 71 ] المتكلمين ، مع جزم الكل بأنه - تعالى - ليس كمثله شيء . مات أبو معمر في منتصف جمادى الأولى سنة ست وثلاثين ومائتين . وكان من أبناء الثمانين .

                                                                                      أخبرنا أحمد بن هبة الله فيما قرأت عليه ، عن أبي روح الهروي ، أن تميم بن أبي سعيد أخبرهم ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأديب ، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، أخبرنا أبو يعلى الموصلي ، حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم ، عن علي بن هاشم ، عن هشام بن عروة ، عن بكر بن وائل ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده شيئا قط ، إلا أن يجاهد في سبيل الله ، وما نيل منه شيء فانتقم من صاحبه ، إلا أن تنتهك محارم الله فينتقم .

                                                                                      أخرجه النسائي عن أحمد بن علي ، عن أبي معمر .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية