الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أبو مسلم الكشي ، ثنا عبد العزيز بن الخطاب ، ثنا سهل بن شعيب ، عن أبي علي الصيقل ، عن عبد الأعلى ، عن نوف البكالي ، قال : رأيت علي بن أبي طالب خرج ، فنظر إلى النجوم ، فقال : يا نوف ، أراقد أنت أم رامق ؟ قلت : بل رامق يا أمير المؤمنين ، فقال : يا نوف ، طوبى للزاهدين في الدنيا ، الراغبين في الآخرة ، أولئك قوم اتخذوا الأرض بساطا ، وترابها فراشا ، وماءها طيبا ، والقرآن والدعاء دثارا وشعارا ، قرضوا الدنيا على منهاج المسيح عليه السلام ، يا نوف ، إن الله تعالى أوحى إلى عيسى أن مر بني إسرائيل أن لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة ، وأبصار خاشعة ، وأيد نقية ، فإني لا أستجيب لأحد منهم ولأحد من خلقي عنده مظلمة ، يا نوف ، لا تكن شاعرا ، ولا عريفا ، ولا شرطيا ، ولا جابيا ، ولا عشارا . فإن داود عليه السلام قام في ساعة من الليل فقال : إنها ساعة لا يدعو عبد إلا استجيب له فيها ، إلا أن يكون عريفا ، أو شرطيا ، أو جابيا ، أو عشارا ، أو صاحب عرطبة - وهو الطنبور - أو صاحب كوبة - وهو الطبل .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية