الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا أبو بكر الطلخي ، ثنا عبيد بن غنام ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا أحمد بن المفضل ، ثنا أسباط بن نصر ، عن السدي ، عن أبي سعيد الأزدي ، عن أبي الكنود ، عن خباب بن الأرت ، قال : جاء الأقرع بن حابس التميمي ، وعيينة بن حصن الفزاري ، فوجدوا النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا مع عمار وصهيب وبلال وخباب بن الأرت في أناس من ضعفاء المؤمنين ، فلما رأوهم حقروهم فخلوا به ، فقالوا : إن وفود العرب تأتيك فنستحي أن يرانا العرب قعودا مع هذه الأعبد ، فإذا جئناك فأقمهم عنا ، قال : نعم . قالوا : فاكتب لنا عليك كتابا ، فدعي بالصحيفة ودعا عليا ليكتب ، ونحن قعود في ناحية ، إذ نزل جبريل فقال : ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين ) ( وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين ) ( وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا ) . الآية ، فرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصحيفة ودعانا فأتيناه ، وهو يقول : " سلام عليكم " . فدنونا منه حتى وضعنا ركبنا على ركبته . فكان [ ص: 147 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس معنا ، فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا فأنزل الله تعالى : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم ) . قال : فكنا بعد ذلك نقعد مع النبي ، فإذا بلغنا الساعة التي كان يقوم فيها قمنا وتركناه ، وإلا صبر أبدا حتى نقوم .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية