الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا شعبة ، أخبرني أبو حمزة ، قال : سمعت إياس بن قتادة يحدث عن قيس بن عباد ، قال : قدمت المدينة للقاء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فلم يكن فيهم أحد أحب إلي لقاء من أبي بن كعب : فقمت في الصف الأول فخرج ، فلما صلى حدث ، فما رأيت الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوحها إليه ، فسمعته يقول : هلك أهل العقد ورب الكعبة ، قالها ثلاثا ، هلكوا وأهلكوا ، أما إني لا آسى عليهم ، ولكني آسى على من يهلكون من المسلمين .

              رواه أبو مجلز عن قيس بن عباد مثله .

              حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ، ثنا أحمد بن عصام ، ثنا يوسف بن يعقوب ، ثنا سليمان التيمي ، عن أبي مجلز ، عن قيس بن عباد ، قال : بينما أنا أصلي في مسجد المدينة في الصف المقدم إذ جاء رجل من خلفي فجذبني جذبة فنحاني وقام مقامي ، فلما سلم التفت إلي فإذا هو أبي بن كعب ، فقال : يا فتى لا يسؤك الله ، إن هذا عهد من النبي صلى الله عليه وسلم إلينا . ثم استقبل القبلة ، فقال : هلك أهل العقدة ورب الكعبة ، لا آسى عليهم - ثلاث مرار - أما والله ما عليهم آسى ، ولكن آسى على من أضلوا .

              حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني ، ثنا عبد الله بن المبارك ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي [ ص: 253 ] بن كعب رضي الله عنه قال : عليكم بالسبيل والسنة ، فإنه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن عز وجل ففاضت عيناه من خشية الله عز وجل فتمسه النار ، وليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن فاقشعر جلده من مخافة الله عز وجل إلا كان مثله كمثل شجرة يبس ورقها ، فبينا هي كذلك إذ أصابتها الريح فتحاتت عنها ورقها ، إلا تحاتت عنه ذنوبه كما تحات عن هذه الشجرة ورقها ، وإن اقتصادا في سبيل الله وسنته خير من اجتهاد في خلاف سبيل الله وسنته . فانظروا أعمالكم فإن كانت اجتهادا أو اقتصادا أن تكون على منهاج الأنبياء وسنتهم .

              حدثنا أبو عمرو بن حمدان ، ثنا الحسن بن سفيان ، ثنا علي بن الحسن بن سليمان ، ثنا أبو خالد ، عن المغيرة بن مسلم ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية . قال : قال رجل لأبي بن كعب : أوصني ، قال : اتخذ كتاب الله إماما ، وارض به قاضيا وحكما فإنه الذي استخلف فيكم رسولكم ، شفيع مطاع ، وشاهد لا يتهم . فيه ذكركم وذكر من قبلكم ، وحكم ما بينكم ، وخبركم وخبر ما بعدكم .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية