الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا علي بن المبارك ، ثنا زيد بن المبارك ، أخبرنا [ ص: 333 ] صاحب لنا قال : أخبرني إبراهيم بن إسحاق ، قال : سمعت أبي إسحاق ، يقول : أنا حاضر قتل الزبير يوم قتل في المسجد الحرام ، جعلت الجيوش تدخل من أبواب المسجد ، فكلما دخل قوم من باب حمل عليهم وحده حتى يخرجهم ، فبينا هو على تلك الحالة إذ جاءت شرفة من شرفات المسجد فوقعت على رأسه فصرعته ، وهو يتمثل بهذه الأبيات يقول :


              أسماء إن قتلت لا تبكيني لم يبق إلا حسبي وديني




              وصارم لانت به يميني

              حدثنا فاروق بن عبد الكبير الخطابي ، ثنا عبد العزيز بن معاوية العتبي ، ثنا جعفر بن عون ، ثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : كان عبد الله بن الزبير يحمل عليهم حتى يخرجهم من الأبواب وهو يرتجز ويقول :


              لو كان قرني واحدا كفيته

              ويقول :


              ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا     ولكن على أقدامنا تقطر الدمـا

              حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو الأحمسي ، ثنا أبو حصين الوادعي ، ثنا يحيى بن عبد الحميد ، ثنا علي بن مسهر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر . وحدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ، ثنا دحيم ، ثنا شعيب بن إسحاق ، عن هشام بن عروة ، وفاطمة بنت المنذر ، قال : خرجت أسماء بنت أبي بكر مهاجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهي حبلى بعبد الله بن الزبير ، فوضعته فلم ترضعه حتى أتت به النبي صلى الله عليه وسلم فأخذه فوضعه في حجره فطلبوا تمرة يحنكه بها حتى وجدوا ، فكان أول شيء دخل بطنه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماه عبد الله ، قال شعيب في حديثه : فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمرة ، فقالت عائشة : فمكثنا ساعة نلتمسها قبل أن نجدها فمضغها ثم وضعها في فيه .

              حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا أبو حصين الوادعي ، ثنا أحمد بن يونس ، ثنا أبو المحياة يحيى بن يعلى التيمي ، عن أبيه ، قال : [ ص: 334 ] دخلت مكة بعدما قتل ابن الزبير بثلاثة أيام ، وهو حينئذ مصلوب ، قال : فجاءت أمه عجوز طويلة مكفوفة البصر ، فقالت للحجاج : أما آن لهذا الراكب أن ينزل ، فقال الحجاج : المنافق ؟ فقالت : والله ما كان منافقا ، وإن كان لصواما قواما برا . قال : انصرفي يا عجوز فإنك قد خرفت ، قالت : لا والله ما خرفت منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يخرج من ثقيف كذاب ومبير ، فأما الكذاب فقد رأيناه ، وأما المبير فأنت .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية