الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا أحمد بن علي بن محمد المرهبي ، ثنا سلمة بن إبراهيم ، ثنا إسماعيل الحضرمي الكهيلي ، ثنا أبي علي ، عن أبيه ، عن جده ، عن سلمة بن كهيل ، عن مجاهد قال : شيعة علي الحلماء العلماء ، الذبل الشفاه الأخيار ، الذين يعرفون بالرهبانية من أثر العبادة .

              حدثنا محمد بن عمرو بن سلم ، ثنا علي بن العباس البجلي ، ثنا بكار بن أحمد ، عن حسن بن الحسين ، عن محمد بن عيسى بن زيد ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن الحسين قال : شيعتنا الذبل الشفاه ، والإمام منا من دعا إلى طاعة الله .

              حدثنا فهد بن إبراهيم بن فهد ، ثنا محمد بن زكريا الغلابي ، ثنا بشر بن مهران ، ثنا شريك ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سره أن يحيا حياتي ، ويموت ميتتي ، ويتمسك بالقصبة الياقوتة التي خلقها الله بيده ثم قال لها كوني فكانت - فليتول علي بن أبي طالب من بعدي . رواه شريك أيضا عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم . ورواه السدي عن زيد بن أرقم ، ورواه ابن عباس ، وهو غريب .

              حدثنا محمد بن المظفر ، ثنا محمد بن جعفر بن عبد الرحيم ، ثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم ، ثنا عبد الرحمن بن عمران بن أبي ليلى - أخو محمد بن عمران - ثنا يعقوب بن موسى الهاشمي ، عن ابن أبي رواد ، عن إسماعيل بن أمية ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سره أن يحيا حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن غرسها ربي - فليوال عليا من بعدي ، وليوال وليه ، وليقتد بالأئمة من بعدي ، فإنهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، رزقوا فهما وعلما ، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي للقاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي .

              قال أبو نعيم : فالمحققون بموالاة العترة الطيبة هم الذبل الشفاه ، المفترشو [ ص: 87 ] الجباه ، الأذلاء في نفوسهم الفناة ، المفارقون لمؤثري الدنيا من الطغاة ، هم الذين خلعوا الراحات ، وزهدوا في لذيذ الشهوات ، وأنواع الأطعمة ، وألوان الأشربة ، فدرجوا على منهاج المرسلين ، والأولياء من الصديقين ، ورفضوا الزائل الفاني ، ورغبوا في الزائد الباقي ، في جوار المنعم المفضال ، ومولى الأيادي والنوال .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية