الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا بكر بن سهل ، ثنا عبد الله بن صالح ، ثنا معاوية بن صالح أن عبد الرحمن بن جبير بن نفير حدثه عن أبيه : أن المقداد بن الأسود جاءنا لحاجة لنا ، فقلنا : اجلس عافاك الله حتى نطلب حاجتك ، فجلس فقال : العجب من قوم مررت بهم آنفا يتمنون الفتنة ، يزعمون ليبتلينهم الله فيها بما ابتلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وايم الله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن السعيد لمن جنب الفتن ، يرددها ثلاثا ، وإن ابتلي فصبر ، وايم الله لا أشهد لأحد أنه من أهل الجنة حتى أعلم بما يموت عليه بعد حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لقلب ابن آدم أسرع انقلابا من القدر إذا استجمعت غليا .

              حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ، ثنا أبو حصين الوادعي ، ثنا يحيى الحماني ، ثنا عبد الله بن المبارك ، عن صفوان بن عمرو ، حدثني عبد الرحمن بن نفير ، عن أبيه ، قال : جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوما فمر به رجل ، فقال : طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت ، وشهدنا ما شهدت ، فاستمعت فجعلت أعجب ما قال إلا خيرا ، ثم أقبل عليه فقال : ما يحمل أحدكم على أن يتمنى محضرا غيبه الله عز وجل عنه ، لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه ، والله لقد حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوام كبهم الله عز وجل على مناخرهم في جهنم لم يجيبوه ولم يصدقوه ، أولا تحمدون الله إذ أخرجكم الله عز وجل لا تعرفون إلا ربكم مصدقين بما جاء به نبيكم عليه السلام ، وقد كفيتم البلاء بغيركم ؟ والله لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم على أشد حال بعث عليه نبي من الأنبياء في فترة وجاهلية ما يرون دينا أفضل من عبادة الأوثان ، فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل ، وفرق بين الوالد وولده ، حتى إن الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافرا وقد فتح الله تعالى قفل قلبه [ ص: 176 ] للإيمان ، ليعلم أنه قد هلك من دخل النار فلا تقر عينه ، وهو يعلم أن حميمه في النار . وأنها للتي قال الله عز وجل : ( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ) .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية