الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
3405 [ 1404 ] وعنه nindex.php?page=hadith&LINKID=660413أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا nindex.php?page=showalam&ids=1584أبا ذر، nindex.php?page=treesubj&link=30997_33307_33521_7638إني أراك ضعيفا، وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمرن على اثنين، ولا تولين مال يتيم.
[ ص: 21 ] nindex.php?page=treesubj&link=31484_33521وقوله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=1584لأبي ذر " إنك ضعيف "؛ أي: ضعيف عن القيام بما يتعين على الأمير من مراعاة مصالح رعيته الدنيوية والدينية، ووجه ضعف nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر عن ذلك أن الغالب عليه كان الزهد واحتقار الدنيا وترك الاحتفال بها، ومن كان هذا حاله لم يعتن بمصالح الدنيا ولا بأموالها اللذين بمراعاتهما تنتظم مصالح الدين، ويتم أمره. وقد كان nindex.php?page=showalam&ids=1584أبو ذر أفرط في الزهد في الدنيا، حتى انتهى به الحال إلى أن يفتي بتحريم الجمع للمال وإن أخرجت زكاته، وكان يرى: أنه الكنز الذي توعد الله عليه بكي الوجوه والجنوب والظهور، وقد قدمنا ذلك في كتاب الزكاة، فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم منه هذه الحالة نصحه ونهاه عن الإمارة، وعن ولاية مال الأيتام، وأكد النصيحة بقوله: " وإني أحب لك ما أحب لنفسي "، وغلظ الوعيد بقوله " وإنها " أي: الإمارة " خزي وندامة " أي: فضيحة قبيحة على من لم يؤد الأمانة حقها ولم يقم لرعيته برعايتها، وندامة على تقلدها وعلى تفريطه فيها، وأما من عدل فيها وقام بالواجب منها nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا [النساء: 69] وهو من السبعة الذين يظلهم الله في [ ص: 22 ] ظله يوم لا ظل إلا ظله، وقد شهد بصحة ما قلناه قوله في الحديث نفسه: " إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها ".