الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3417 [ 1414 ] وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أطاعني فقد أطاع الله، ومن يعصني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني".

                                                                                              وفي رواية: " ومن أطاع... ومن عصى أميري... ".

                                                                                              رواه أحمد ( 2 \ 244 و 342)، والبخاري (2957)، ومسلم (1835) (32 و 33)، والنسائي ( 7 \ 154 )، وابن ماجه (3).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله: " من أطاعني فقد أطاع الله "، هذا منتزع من قوله تعالى: من يطع الرسول فقد أطاع الله [النساء: 80]. وذلك أنه صلى الله عليه وسلم لما كان مبلغا أمر الله وحكمه، وأمر الله بطاعته؛ فمن أطاعه فقد أطاع أمر الله ونفذ حكمه.

                                                                                              [ ص: 36 ] وقوله: " ومن أطاع الأمير - أو أميري - فقد أطاعني "، ووجهه أن أمير رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو منفذ أمره، ولا يتصرف إلا بأمره، فمن أطاعه فقد أطاع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا فكل من أطاع أمير رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أطاع الرسول، ومن أطاع الرسول فقد أطاع الله. فينتج أن من أطاع أمير رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أطاع الله، وهو حق صحيح، وليس هذا الأمر خاصا بمن باشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بتولية الإمارة، بل هو عام في كل أمير للمسلمين عدل، ويلزم منه نقيض ذلك في المخالفة والمعصية.




                                                                                              الخدمات العلمية