الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              5024 [ 2702 ] ونحوه عن أبي هريرة . وهذا أتم ، غير أنه قال : ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء .

                                                                                              رواه أحمد (2 \ 234) ، والبخاري (5644) ، ومسلم (2809) ، والترمذي (2866) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله : " مثل المؤمن كخامة الزرع ") الخامة هي : الغضة الرطبة من النبات . وأنشدوا :


                                                                                              إنما نحن مثل خامة زرع فمتى يأن يأت محتصده

                                                                                              وتفيئها الرياح : أي : تردها من جانب إلى جانب ، وقد بين ذلك بقوله : تصرعها مرة وتعدلها أخرى ، وصوابه : تفيئها ; بضم التاء وكسر الفاء ، وتخفيف الياء والهمز ، فإنه يقال : أفأت الشيء : رجعته . أو فاء هو في نفسه : رجع ، ومن فتح الفاء وشدد الياء فقد أخطأ ; لأنه إنما يقال : فيأت الشجرة ، يعني إذا ظهر فيئها لا غير . والأرزة : شجرة الصنوبر ، وسميت بذلك لثبوتها ، يقال : شجرة أرزة ; [ ص: 127 ] أي : ثابتة في الأرض ، وقد أرزت تأرز ، ويقال للناقة القوية : أرزة . والمجذية على أصلها : القائمة الراسخة ، وهذا مثل للغالب من المؤمنين والغالب من الكافرين ، وحكمة الله في ابتلاء المؤمنين في الدنيا أن يهديهم فيها ، ويخلصهم من تبعاتها ، " وأن توفر أجورهم في الآخرة ، وعكس ذلك في الكفار والمنافقين .

                                                                                              وفائدة هذا الحديث احتساب المصائب ، والصبر عليها ، وانتظار الثواب عليها ، والخوف من عدم المصائب وبسط الدنيا .




                                                                                              الخدمات العلمية