الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              [ 2674 ] وعن أبي أيوب : نحوه

                                                                                              رواه مسلم (2748) (9 و 10) ، وأبو داود () ، والترمذي (3533) .

                                                                                              [ ص: 81 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 81 ] و (قوله : " لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ، ولجاء بقوم يذنبون ، ويستغفرون الله فيغفر لهم ") هذا خبر من الله تعالى عن ممكن مقدور الوقوع مع علم الله تعالى بأنه لا يقع ، فحصل منه أن الله تعالى يعلم حال المقدر الوقوع ، كما يعلم حال المحقق الوقوع ، ونحو من هذا قول الله تعالى : ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه [ الأنعام : 28 ] وقد عبر بعض العلماء عن هذا بأن قال : إن الله تعالى يعلم ما كان وما يكون ، وما لو كان كيف كان يكون ، وحاصل هذا الحديث : أن الله تعالى سبق في علمه أنه يخلق من يعصيه فيتوب ، فيغفر له ، فلو قدر ألا عاصي يظهر في الوجود لذهب الله تعالى بالطائعين إلى جنته ، ولخلق من يعصيه فيغفر له ، حتى يوجد ما سبق في علمه ، ويظهر من مغفرته ما تضمنه اسمه الغفار ، ففيه من الفوائد : رجاء مغفرته والطماعية في سعة رحمته .




                                                                                              الخدمات العلمية