الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
300 - ( 17 ) - حديث أبي جحيفة : { رأيت بلالا خرج إلى الأبطح ، فلما بلغ حي على الصلاة حي على الفلاح لوى عنقه يمينا وشمالا ولم يستدر }متفق عليه من حديثه بدون قوله : { ولم يستدر } ، ورواه أبو داود وعنده { ولم يستدر } ، ورواه النسائي بلفظ : فجعل يقول في أذانه هكذا ينحرف يمينا وشمالا ، ورواه ابن ماجه وعنده : فرأيته يدور في أذانه ، لكن في إسناده حجاج بن أرطاة ، ورواه الحاكم من حديث أبي جحيفة بألفاظ زائدة ، وقال : قد أخرجاه إلا أنهما لم يذكرا فيه إدخال الأصبعين في الأذنين والاستدارة ، وهو صحيح على شرطهما ورواه ابن خزيمة بلفظ : { رأيت بلالا يؤذن يتبع بفيه يميل رأسه يمينا وشمالا }ورواه من طريق أخرى وفيه : وضع الأصبعين في الأذنين ، وكذا رواه أبو عوانة في صحيحه ، ورواه أبو نعيم في مستخرجه وعنده : { رأى بلالا يؤذن ويدور وأصبعاه في أذنيه }وكذا رواه البزار ، وقال البيهقي ، والاستدارة لم ترد من طريق صحيحة ، لأن مدارها على سفيان الثوري ، وهو لم يسمعه من عون ، إنما رواه عن رجل عنه ، والرجل يتوهم أنه الحجاج والحجاج غير محتج به ، [ ص: 366 ] قال : ووهم عبد الرزاق في إدراجه ، ثم بين ذلك بما أوضحته في المدرج ، وتعقبه ابن دقيق العيد في الإلمام بما يراجع منه ، وقد وردت الاستدارة من وجه آخر ، أخرجه أبو الشيخ في كتاب الأذان من طريق حماد وهشيم جميعا عن عون ، والطبراني من طريق إدريس الأودي عنه ، وفي الأفراد للدارقطني عن بلال : { أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أذنا أو أقمنا ألا نزيل أقدامنا عن مواضعها . }إسناده ضعيف .

التالي السابق


الخدمات العلمية