الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
317 - ( 2 ) - حديث ابن عمر في قوله تعالى: { فإن خفتم فرجالا أو ركبانا }قال : مستقبلي القبلة أو غير مستقبليها . قال نافع : ولا أراه ذكر ذلك إلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه البخاري من حديث مالك عن نافع هكذا في حديث في كيفية صلاة الخوف . ورواه ابن خزيمة من حديث مالك بلا شك ، وفيه رد لقول من زعم أن قوله : لا أراه إلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أصل الحديث في كيفية صلاة الخوف ، لا هذه الزيادة واحتجاجه لذلك بأن مسلما ساقه من رواية موسى عن نافع ، وصرح بأنها من قول ابن عمر ، ورواه البيهقي من حديث موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر جزما ، وقال النووي في شرح المهذب : هو بيان حكم من أحكام صلاة الخوف لا تفسير للآية .

318 - ( 3 ) - حديث ابن عمر قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به }متفق عليه ، وله ألفاظ [ ص: 385 ] منها للبخاري عن عامر بن ربيعة : { كان يسبح على الراحلة }. وللبخاري من وجه آخر عن ابن عمر : { كان يسبح على ظهر راحلته حيث كان وجهه ، يومئ برأسه قبل أي وجه توجه ، ويوتر عليها ، غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة } ، وللبخاري من وجه آخر : { كان يسبح على ظهر راحلته حيث كان وجهه ، يومئ برأسه }. قوله : وروي عن جابر مثله ، متفق عليه ، وله ألفاظ منها : { كان يصلي على راحلته حيث توجهت به ، فإذا أراد الفريضة نزل فاستقبل القبلة }لفظ البخاري : ولم يذكر مسلم النزول .

وقال الشافعي : أنا عبد المجيد عن ابن جريج ، أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : { رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو على راحلته النوافل }. ورواه ابن خزيمة من حديث محمد بن بكر عن ابن جريج مثل سياقه ، وزاد : { ولكن يخفض السجدتين من الركعة ، يومئ إيماء } ، ولابن حبان نحوه .

319 - ( 4 ) - حديث أنس : { كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سافر وأراد أن يتطوع استقبل بناقته القبلة وكبر ، ثم صلى حيث كان وجهه وركابه }. [ ص: 386 ] أبو داود من حديث الجارود بن أبي سبرة حدثني أنس ، وصححه ابن السكن .

320 - ( 5 ) - حديث : { أن أهل قباء صلوا إلى جهتين }. هذا مختصر من حديث ابن عمر : { بينما الناس في صلاة الصبح بقباء إذ جاءهم آت ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه وقد أمر أن يستقبل القبلة فاستقبلوها ، وكانت وجوههم إلى الشام ، فاستداروا إلى الكعبة }. وهو متفق عليه من حديث ابن عمر هكذا ، ومن حديث البراء بن عازب نحوه ، ومسلم من حديث أنس نحوه ، وللبزار من طريق ثمامة عن أنس : { فصلوا الركعتين الباقيتين إلى الكعبة }.

التالي السابق


الخدمات العلمية