الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر اليوم الذي أسكن آدم فيه الجنة ، واليوم الذي أخرج فيه منها ، واليوم الذي ناب فيه

روى أبو هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه أسكن الجنة ، وفيه أهبط منها ، وفيه تاب الله عليه ، وفيه تقوم الساعة ، وفيه ساعة - يقللها - لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه . قال عبد الله بن سلام : قد علمت أي ساعة هي ، هي آخر ساعة من النهار .

وقال أبو العالية : أخرج آدم من الجنة للساعة التاسعة ، أو العاشرة منه ، وأهبط إلى الأرض لتسع ساعات مضين من ذلك اليوم ، وكان مكثه في الجنة خمس ساعات منه ، وقيل : كان مكثه ثلاث ساعات منه .

فإن كان قائل هذا القول أراد أنه سكن الفردوس لساعتين مضتا من يوم الجمعة من أيام الدنيا التي هي على ما هي به اليوم ، فلم يبعد قوله من الصواب لأن الأخبار كذا كانت واردة عن السلف من أهل العلم بأنآدم خلق آخر ساعة من اليوم السادس التي مقدار اليوم منها ألف سنة من سنيننا ، فمعلوم أن الساعة الواحدة من ذلك اليوم ثلاثة وثمانون عاما من أعوامنا ، وقد ذكرنا أن آدم بعد أن خمر ربنا طينته بقي قبل أن ينفخ فيه [ ص: 34 ] الروح أربعين عاما ، وذلك لا شك أنه عنى به أعوامنا ، ثم بعد أن نفخ فيه الروح إلى أن تناهى أمره ، وأسكن الجنة ، وأهبط إلى الأرض ، غير مستنكر أن يكون مقدار ذلك من سنيننا قدر خمس وثلاثين سنة ، وإن كان أراد أنه سكن الجنة لساعتين مضتا من نهار يوم الجمعة من الأيام التي مقدار اليوم منها ألف سنة من سنيننا ، فقد قال غير الحق ، لأن كل من له قول في ذلك من أهل العلم يقول إنه نفخ فيه الروح آخر نهار يوم الجمعة قبل غروب الشمس .

وقد روى أبو صالح ، عن ابن عباس أن مكث آدم كان في الجنة نصف يوم كان مقداره خمسمائة عام ، وهذا أيضا خلاف ما وردت به الأخبار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن العلماء .

التالي السابق


الخدمات العلمية