الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
سبب تنصر قسطنطين

وأما سبب تنصر قسطنطين ، فإنه كان قد كبر سنه وساء خلقه وظهر به وضح كبير ، فأرادت الروم خلعه وترك ماله عليه ، فشاور نصحاءه ، فقالوا له : لا طاقة لك بهم فقد أجمعوا على خلعك ، وإنما تحتال عليهم بالدين . وكانت النصرانية قد ظهرت ، وهي خفية .

وقالوا له : استمهلهم حتى تزور البيت المقدس ، فإذا زرته دخلت في دين النصرانية وحملت الناس عليه ، فإنهم يعترفون ، فتقاتل من عصاك بمن أطاعك ، وما قاتل قوم على دين إلا نصروا . ففعل ذلك ، فأطاعه عالم عظيم وخالفه خلق كثير وأقاموا على دين اليونانية ، فقاتلهم وظفر بهم ، فقتلهم فأحرق كتبهم وحكمتهم وبنى القسطنطينية ونقل الناس إليها ، وكانت رومية دار ملكهم ، وبقي ملكه عليه ، وغلب على الشام [ ص: 363 ] وكان الأكاسرة قبل سابور ذي الأكتاف ينزلون طيسفون ، وهي المدينة الغربية من المدائن ، فلما نشأ سابور بنى الإيوان بالمدائن الشرقية وانتقل إليه وصار هو دار الملك ، وهو باق إلى الآن ، ونحن في سنة خمس وعشرين وستمائة .

التالي السابق


الخدمات العلمية