الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأما الوجه الثالث: قولك: لو كان غير متناه من جميع الجوانب أوجب أن لا يخلو شيء من الجهات والأحياز عن ذاته؛ فحينئذ يلزم أن يكون العالم مخالطا لأجزائه وأن تكون القاذورات والنجاسات كذلك، وهذا لا يقوله عاقل، فإن أردت أن ليس في المكلفين من العقلاء من يقوله، فقد قاله منهم طوائف كما ذكرناه عن الأشعري أنه نقل ذلك عن [ ص: 769 ] طائفتين ممن يقول إنه ليس مساحة، طائفة تقول إنه جسم وطائفة تنفي الجسم، وأيضا فطوائف من الجهمية يقولون إنه بذاته في كل مكان، وقد ذكر الأئمة والعلماء ذلك عن الجهمية، وردوا ذلك عليهم، وطوائف أخر يقولون إنه موجود الذات في كل مكان، وأنه على العرش، كما نقل الأشعري عن زهير وأبي معاذ.

التالي السابق


الخدمات العلمية