الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
الثالث عشر : خطاب الجمع بلفظ الواحد . كقوله : ياأيها الإنسان إنك كادح ( الانشقاق : 6 ) . ياأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ( الانفطار : 6 ) . والمراد الجميع بدليل قوله : إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا ( العصر : 2 و 3 ) . وكان الحجاج يقول في خطبته : " يا أيها الإنسان ، وكلكم ذلك الإنسان " .

وكثيرا ما يجيء ذلك في الخبر ، كقوله - تعالى - : إن هؤلاء ضيفي ( الحجر : 68 ) ولم يقل ضيوفي لأنه مصدر .

وقوله : هم العدو فاحذرهم ( المنافقون : 4 ) ولم يقل الأعداء .

وقوله : وحسن أولئك رفيقا ( النساء : 69 ) أي رفقاء .

وقوله : لا نفرق بين أحد من رسله ( البقرة : 285 ) ، فما منكم من أحد عنه حاجزين ( الحاقة : 47 ) .

وفي الوصف كقوله - تعالى - : وإن كنتم جنبا فاطهروا ( المائدة : 6 ) ، وقوله : والملائكة بعد ذلك ظهير ( التحريم : 4 ) .

وقوله : فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا ( يوسف : 80 ) وجمعه أنجية ، من المناجاة .

وقوله : أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ( النور : 31 ) فأوقع الطفل جنسا .

قال ابن جني : وهذا باب يغلب عليه الاسم لا الصفة ، نحو : الشاة والبعير والإنسان والملك ، قال - تعالى - : والملك على أرجائها ( الحاقة : 17 ) ، وجاء ربك والملك صفا صفا ( الفجر : 22 ) ، إن الإنسان لفي خسر ( العصر : 2 ) ومن مجيئه في الصفة قوله - تعالى - : ويوم يعض الظالم على يديه ( الفرقان : 27 ) ، وقوله : وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار ( الرعد : 42 ) .

[ ص: 361 ] قال : وكل واحد من هذه الصفات لا تقع هذا الموقع ، إلا بعد أن تجري مجرى الاسم الصريح .

التالي السابق


الخدمات العلمية