الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                3739 ( وأخبرنا ) محمد بن عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو الحسن علي بن أحمد بن قرقوب التمار بهمذان ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم بن أبي إياس ، ثنا ابن أبي ذئب ، عن الزهري ، عن الأعرج ، عن عبد الله ابن بحينة ، قال : صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام في الركعتين الأوليين قبل أن يجلس ، فمضى في صلاته ، فلما قضى صلاته وانتظر الناس تسليمه كبر ، فسجد قبل أن يسلم ، ثم رفع رأسه ، ثم كبر فسجد ، ثم رفع رأسه وسلم . رواه البخاري في الصحيح عن آدم بن أبي إياس . وأخرجه مسلم من أوجه عن الزهري ، وأخرجاه من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري عن الأعرج ، فهو حديث ثابت لا يشك في ثبوته .

                                                                                                                                                والأعرج هو عبد الرحمن بن هرمز الأعرج من ثقاة المدنيين ، وعبد الله ابن بحينة هو عبد الله بن مالك بن القشب من أزد شنوءة ، وأمه بحينة بنت الحارث بن المطلب ، ذكره البخاري عن علي بن عبد اللهابن المديني ، قال البخاري : روى عنه ابنه علي بن عبد الله . ( أخبرنا ) بذلك محمد بن إبراهيم الفارسي ، أنبأ إبراهيم بن عبد الله [ ص: 341 ] الأصبهاني ، ثنا أبو أحمد بن فارس ، ثنا البخاري ، فذكره عن علي . قال الشافعي - رحمه الله - في القديم : ابن بحينة معروف بصحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد روى هذا غيره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موافقا لرواية ابن بحينة .

                                                                                                                                                قال الشيخ : قد رواه الشافعي ، ورويناه فيما مضى عن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمعناه ، وروى الشافعي في القديم عن مطرف بن مازن ، عن معمر ، عن الزهري ، قال : سجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل السلام وبعده وآخر الأمرين قبل السلام ، وذكره أيضا في رواية حرملة إلا أن قول الزهري منقطع لم يسنده إلى أحد من الصحابة ، ومطرف بن مازن غير قوي .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية