الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
الوجه الثالث والعشرون: قوله: والمفتقر إلى الممكن بذاته أولى أن يكون ممكنا لذاته، فيقال إذا كان معنى الفقر ما يعود إليه حاصل كلامك وأن معناه أن الواجب بنفسه مستلزم لوجود ما هو ممكن بذاته وهو الواجب لذلك الممكن وهو مع حاجته إليه هو الموجب فيكون حقيقة الأمر أن الواجب بنفسه أوجب أو أوجد ما يحتاج إليه، وهذا لا يوجب أن يكون محتاجا إلى ما هو مستغن عنه، ولا أن يكون ممكنا، بل لا يوجب حاجته إلى ما هو غيره؛ لأن ذاته هي الموجبة لكل ما يحتاج إليه، فلا حاجة به إلى غيره بحال. هذا مع تسميتنا هذه المعاني حاجة وافتقارا على ما زعمته، ولكن لو كان محتاجا إلى ممكن مستغن عنه بوجه من الوجوه كان فيه إمكان، أما إذا كان ذلك الأمر محتاجا إليه من كل وجه غير مستغن عنه، فالحاجة إلى ما لا يقوم إلا بنفسه كالحاجة إلى نفسه، وذلك لا ينافي وجوبه بنفسه بل حقيقة الواجب بنفسه أن لا يستغني عن نفسه ولا يكون إلا بنفسه، سميت ذلك فقرا إلى نفسه أو لم تسمه. وهذه الحجة لأمور قد [ ص: 653 ] تقدم الكلام عليها؛ فلهذا نختصر الكلام عليها هاهنا .

التالي السابق


الخدمات العلمية