الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1171 251 - حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك بن أنس، عن أيوب بن أبي تميمة السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من اثنتين، فقال له ذو اليدين: أقصرت الصلاة، أم نسيت يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصدق ذو اليدين ؟ فقال الناس: نعم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى اثنتين أخريين، ثم سلم، ثم كبر فسجد مثل سجوده، أو أطول، ثم رفع.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة; لأنه صلى الله عليه وسلم لم يتشهد في هذه الصورة، وادعى ابن المهلب أنه ليس في حديث ذي اليدين تشهد ولا تسليم، قيل: يحتمل ذلك وجهين:

                                                                                                                                                                                  أحدهما: أن يكون صلى الله عليه وسلم تشهد فيها، وسلم، ولم ينقل ذلك المحدث.

                                                                                                                                                                                  والثاني أنه لم يتشهد فيهما، ولا سلم، وألحق المسلمون بهاتين السجدتين سنن الصلاة تأكيدا لهما. وقال ابن المنذر في التسليم فيهما: إنه ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير وجه، وفي ثبوت التشهد عنه نظر، والحديث قد مر في باب: هل يأخذ الإمام إذا شك بقول الناس بعينه بهذا الإسناد والمتن بلا اختلاف.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ثم رفع " ، أي: رفع رأسه من السجدتين، ولم يتشهد، ولم يسلم، واستشكل بعضهم في قوله: (فقام رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم); لأنه كان قائما (وأجيب) بأن المراد بقوله: " فقام "، أي: اعتدل; لأنه كان مستندا إلى الخشبة كما سيأتي إن شاء الله تعالى، وقيل: هو كناية عن الدخول في الصلاة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية