الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1103 183 - حدثنا صدقة بن الفضل، قال: أخبرنا الوليد ، عن الأوزاعي، قال: حدثني عمير بن هانئ، قال: حدثني جنادة بن أبي أمية، قال: حدثني عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا استجيب له، فإن توضأ قبلت صلاته.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة لأنها جزء منه (فإن قلت): ليس في الحديث إلا القبول والترجمة في فضل الصلاة. (قلت): إذا قبلت يثبت [ ص: 213 ] لها الفضل.

                                                                                                                                                                                  (ذكر رجاله) وهم ستة:

                                                                                                                                                                                  الأول: صدقة بن الفضل أبو الفضل المروزي ، مر في "كتاب العلم".

                                                                                                                                                                                  الثاني: الوليد بن مسلم أبو العباس القرشي الدمشقي ، مر في الصلاة.

                                                                                                                                                                                  الثالث: عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي .

                                                                                                                                                                                  الرابع: عمير بالتصغير ابن هانئ بالنون بين الألف والهمزة الدمشقي العبسي، قال الترمذي : حدثنا علي بن حجر ، قال: حدثنا مسلمة بن عمرو ، قال: كان عمير بن هانئ يصلي كل يوم ألف سجدة ويسبح كل يوم مئة ألف تسبيحة قتل سنة سبع وعشرين ومائة.

                                                                                                                                                                                  الخامس: جنادة بضم الجيم وتخفيف النون ابن أبي أمية الأزدي، ثم الزهراني، ويقال الدوسي، أبو عبد الله الشامي ، واسم أبي أمية كثير ، وقال خليفة : اسمه مالك ، له ولأبيه صحبة، ويقال: لا صحبة له، وقال العجلي شامي تابعي ثقة من كبار التابعين، سكن الأردن قال الواقدي : مات سنة ثمانين، وكذا قال خليفة .

                                                                                                                                                                                  السادس: عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه.

                                                                                                                                                                                  (ذكر لطائف إسناده): فيه التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع، وبصيغة الإفراد في موضعين، وفيه الإخبار بصيغة الجمع في موضع واحد، وفيه القول في أربعة مواضع، وفيه أن رجاله كلهم شاميون غير أن شيخه مروزي، وفيه رواية الصحابي عن الصحابي على قول من يقول بصحبة جنادة ، وفيه رواية التابعي عن الصحابي على قول من يقول: لا صحبة لجنادة ، وفيه أن شيخه من أفراده.

                                                                                                                                                                                  (ذكر من أخرجه غيره): أخرجه أبو داود في "الأدب" عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي ، وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة" عن محمد بن مصفى ، وأخرجه الترمذي في "الدعوات" عن محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة ، وأخرجه ابن ماجه في "الدعاء" عن عبد الرحمن بن إبراهيم المذكور.

                                                                                                                                                                                  (ذكر معناه):

                                                                                                                                                                                  قوله: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير " روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال فيه: " إنه خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي " وروى عنه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه أنه قال: " من قال ذلك في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء إلا أحد عمل أكثر من عمله ذلك " .

                                                                                                                                                                                  قوله: " الحمد وسبحان الله " زاد في رواية كريمة : " ولا إله إلا الله " وكذا عند الإسماعيلي ، ولم تختلف الروايات في البخاري على تقديم الحمد على التسبيح، وعند الإسماعيلي على العكس، والظاهر أنه من تصرف الرواة، وأخرج مالك عن سعيد بن المسيب أنه قال: الباقيات الصالحات قول العبد ذلك بزيادة لا إله إلا الله ، وروي عن ابن عباس : هن سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ، جعلها أربعا.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا " كذا فيه بالشك، ويحتمل أن تكون كلمة " أو " للتنويع، ولكن يعضد الوجه الأول ما عند الإسماعيلي بلفظ: " ثم قال: رب اغفر لي غفر له، أو قال: فدعا استجيب له " شك الوليد بن مسلم .

                                                                                                                                                                                  قوله: " استجيب له " كذا في رواية الأصيلي بزيادة له، وليس في رواية غيره لفظ له.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فإن توضأ قبلت صلاته " تقديره فإن توضأ وصلى قبلت صلاته، وكذا هو في رواية أبي ذر وأبي الوقت : " فإن توضأ وصلى " وكذا عند الإسماعيلي ، وزاد في أوله: " فإن هو عزم، فقام فتوضأ وصلى ". وقال ابن بطال : وعد الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أن من استيقظ من نومه لهجا لسانه بتوحيد الله والإذعان له بالملك ، والاعتراف بنعمته يحمده عليها وينزهه عما لا يليق به بتسبيحه والخضوع له بالتكبير والتسليم له بالعجز عن القدرة إلا بعونه أنه إذا دعاه أجابه، وإذا صلى قبلت صلاته، فينبغي لمن بلغه هذا الحديث أن يغتنم به العمل، ويخلص نيته لربه تعالى.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية