الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا محمد بن بشار ، أخبرنا معاذ بن هشام ، حدثني أبي ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك قال : كان أحب الثياب ) : بالرفع والنصب . ( إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسه ) : وفي نسخة صحيحة " يلبسها " بضمير التأنيث ، والجملة صفة لأحب أو الثياب وخرج به ما يفرش ونحوه والضمير المنصوب للثياب أو لأحب والتأنيث باعتبار المضاف . ( الحبرة ) : وهي بكسر الحاء المهملة وفتح الموحدة على مثال العنبة ، قال ميرك : الرواية على ما صححه الجزري في تصحيح المصابيح رفع " الحبرة " على أنها اسم كان و " أحب " خبره ، ويجوز أن يكون بالعكس وهو الذي صححوه في أكثر نسخ الشمائل ، ثم " الحبرة " نوع من برود اليمن بخطوط حمر ، وربما كانت برز . قيل : هي أشرف الثياب عندهم تصنع من القطن ، فلذا كان أحب ، وقيل : لكونها خضراء وهي من ثياب أهل الجنة ، قال القرطبي : سميت حبرة لأنها تحبر أي تزين ، والتحبير التحسين ، قيل : ومنه قوله تعالى : ( فهم في روضة يحبرون ) [ ص: 141 ] وقيل : إنما كانت هي أحب الثياب إليه صلى الله عليه وسلم ; لأنه ليس فيه كثير زينة ، ولأنها أكثر احتمالا للوسخ ، قال الجزري : وفيه دليل على استحباب لبس الحبرة ، وعلى جواز لبس المخطط ، قال ميرك : وهو مجمع عليه . وقال ابن حجر : وهو في الصلاة مكروه ، انتهى . وهو محل بحث ، والجمع بين هذا الحديث وبين ما سبق من أن أحب الثياب عنده كان القميص ; إما بما اشتهر في مثله من أن المراد أنه من جملة الأحب كما قيل فيما ورد في كثير من الأشياء أنه أفضل العبادات ، وإما بأن التفضيل راجع إلى الصفة فالقميص أحب الأنواع باعتبار الصنع والحبرة أحبها باعتبار اللون أو الجنس ، فتأمل ، ولا يبعد أن يقال : الأحب المطلق هو أن يكون حبرة وجعل قميصا .

التالي السابق


الخدمات العلمية