الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا أبو داود المصاحفي ) : بفتح الميم وكسر الحاء ، نسبة إلى المصاحف جمع مصحف بتثليث الميم أي كاتبه أو بائعه . ( سليمان بن سلم ) : بفتح مهملة وسكون لام ، ثقة . ( حدثنا النضر ) : بسكون الضاد المعجمة ، في الشرح أن المحدثين التزموا في النضر اللام وفي النصر تركه فرقا بينهما . ( شميل ) : بضم معجمة وفتح ما قبل التحتية الساكنة ، وهو أبو الحسن المازني النحوي البصري ، نزيل مرو ، ثقة ثبت ، أخرج حديثه الأئمة الستة . ( وعن صالح بن أبي الأخضر ) : أي الشامي مولى هشام بن عبد الملك ، ضعيف ، أخرج حديثه الأئمة الأربعة في صحاحهم . . ( عن ابن شهاب ) : بكسر المعجمة ، وهو أبو بكر محمد بن مسلم الزهري المنسوب إلى زهرة بن كلاب ، الفقيه الحافظ ، تابعي صغير ، متفق على جلالته وإتقانه . ( عن أبي سلمة ) : أي ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني ، ثقة مكثر ، قيل اسمه عبد الله وقيل إبراهيم . ( عن أبي هريرة ) : الأصح من أربعين قولا أن اسمه عبد الرحمن بن صخر الدوسي . ( قال ) : أي أنه قيل . ( كان رسول الله ) : وفي نسخة " النبي " . ( صلى الله عليه وسلم أبيض كأنما صيغ ) : من الصوغ [ ص: 59 ] بالغين المعجمة ، بمعنى صنع الحلي والإيجاد أي سبك وصنع . ( من فضة ) : أي باعتبار ما كان يعلو بياضه صلى الله عليه وسلم من النور والإضاءة ، وفي القاموس والصحاح : صاغ الله فلانا حسن خلقه ، وفيه إيماء إلى تماسك أجزائه وتناسب أعضائه ونورانية وجهه وسائر بدنه ، فهو خبر بعد خبر كالمبين للخبر الأول والمراد أنه أبيض مقبول غاية القبول فلا ينافي نفي الأبيض الأمهق - كما سبق - وهذا معنى ما ورد في رواية أنه " شديد الوضح " ، وفي أخرى " شديد البياض " ، فلا ينافي ما مر أنه كان مشربا بحمرة المعبر عنه في رواية مرت بالسمرة ، ويمكن أن يكون البياض الخالص مختصا بما لم يؤثر فيه الشمس من تولد الحرارة المقتضية لكثرة الدم الناشئ عنها الحمرة فيكون إشارة إلى أن حمرته غير ذاتية ، ومع هذا لم يكن أمهق وهو البياض المشبه بالجص المكروه عند أكثر الطباع السليمة ، وبالجملة فالبياض ثابت في لونه صلى الله عليه وسلم على ما ورد به الأحاديث الصحيحة والآثار الصريحة ، وهو ممدوح عند الكل ولا عبرة بالسواد حيث إنهم لا يميلون إلى البياض لعدم المناسبة الجنسية ، والعبرة بالأكثر بل بما ورد في وصف أهل الجنة من قوله تعالى : ( يوم تبيض وجوه ) ، وقوله : ( كأنهن الياقوت والمرجان ) ، ( وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون ) ، و ( كأنهن بيض مكنون ) : أي مصون عن الغبار والوسخ والاستعمال ، وما أبعد من خص البيض بالنعام وأخذ منه الصفار المناقض للون الياقوت المنافي لكمال اللؤلؤ بناء على أن طبع بعض العرب مائل إلى الصفرة مع أن طبع بعضهم مائل إلى الوشمة المكروهة شرعا وطبعا أيضا ، هذا وقد قال العلماء : من قال كان النبي صلى الله عليه وسلم أسود يكفر ; لأن وصفه بغير صفته الثابتة بالتواتر نفي له وتكذيب له صلى الله عليه وسلم . ( رجل الشعر ) : بكسر الجيم ويسكن وقد يفتح ، وفتح العين ويسكن ، أي لم يكن قططا ولا سبطا - وقد سبق معناهما - وهو خبر بعد خبر بالاستقلال أو رفع بتقدير مبتدأ محذوف هو هو . .

التالي السابق


الخدمات العلمية