الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

قيم المجتمع الإسلامي من منظور تاريخي [الجزء الأول]

الدكتور / أكرم ضياء العمري

المزايا الاقتصادية

الصناعة

إن الإنتاج الواسع " mass Production " وفق التكنولوجيا المتقدمة لم يعد ممكنا ضمن مساحات الدول الوطنية الصغيرة، وأعداد سكانها المحدودة، ومن هـنا ظهرت اتجاهات التوحيد والتنسيق في أوروبا لتجميع القوى الاقتصادية المادية والبشرية في عملية الإنتاج الهائلة، وللتمكن من تسويق المنتجات في نطاق واسع.

كما أن تطور قوى الإنتاج في العالم الإسلامي يحتاج إلى قوة سياسية وعسكرية تدعمه؛ لأن القوى الخارجية لن تسمح بتجاوز قدر من التنمية الاقتصادية لا يتعارض مع مصالحها القوية اقتصاديا وسياسيا، والمتمثلة بإبقاء المنطقة زراعية ومصدرة للمواد الأولية ومستهلكة للمنتجات الصناعية الأجنبية. إن هـذا التدخل الخارجي يفسر حالات الإجهاض التي أصيبت بها الصناعة الثقيلة والمتوسطة في دول عديدة من العالم الإسلامي. إن ثمة خطوط حمراء تحد من التنمية الاقتصادية في العالم الإسلامي،. [ ص: 108 ] ولن تتمكن الدول الوطنية الصغيرة من العصيان والتمرد، إلا إذا تقوت ببعضها وكونت كيانا واسعا يحظى بالهيبة الدولية الكافية.

وهكذا فإن الاتجاه الوحدوي بين دول العالم الإسلامي هـو الطريق إلى بناء الاقتصاد بالمستوى العالمي، ولكن لابد من الاعتراف بأن معظم دول العالم الإسلامي لم تبلغ التنمية الاقتصادية فيها حتى الحدود المسموح بها من قبل القوى العالمية المهيمنة، مما يدفع بالضرورة إلى محاولة النهوض باقتصادياتها المحلية، ومساعدتها من قبل الدول الأكثر تقدما نسبيا، سواء بالفنيين أو برءوس الأموال أو بفتح الأسواق أمام صناعاتها ومنتوجاتها الزراعية.

وقد ظهرت عدة مؤسسات ومنظمات تعمل على صعيد العالم الإسلامي وبعضها على صعيد العالم العربي، وهو اتجاه إيجابي يشير إلى الوعي بترابط المنطقة وبضرورة التكافل للوصول إلى التنمية الاقتصادية الصحيحة.

التالي السابق


الخدمات العلمية