الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          المطلب الأول: مفهوم العدل

          يمكن تعريف العدل ببساطة بأنه: عكس الظلم، يقول ابن منظور: إن العدل هـو ما قام في النفوس أنه مستقيم. وكل ما لم يكن مستقيما كان جورا وظلما [1] .

          وفكرة العدل، بمعنى المساواة، تستخدم بمعنى مسـاواة هـذا الشيء بذاك، ويمكن التعبير عن هـذا المعـنى بالمصطلحين: الكيفي والكمي.. الأول يشير إلى مبدأ المساواة المجرد، الذي يعني المساواة في الحقوق [2] . أما المصطلح الثاني، فيؤكد مبدأ العدل التوزيعي، ولعل أحسن ما يعبر عنه المصطلحات: نصيب قسط، قسطـاط، ميزان، وتقويم، أي جعل الشيء مستقيما [3] .

          وللعدالة باعتبارها فضيلة جانبان: أحدهما فردي والآخر اجتماعي، وإذا نظرت إليها من جانبها الفردي دلت على هـيئة راسخة في النفس تصدر عنها الأفعال المطابقة للحق، وجوهرها الاعتدال والتوازن والامتناع عن القبيح [ ص: 93 ] والبعد عن الإخلال بالواجب. وإذا نظرت إليها من جانبها الاجتماعي، دلت على احترام حقوق الآخرين، وعلى إعطاء كل ذي حقه [4] .

          التالي السابق


          الخدمات العلمية