الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( وسؤر الدجاجة المخلاة ) مكروه لأنها تخالط النجاسة ولو كانت محبوسة بحيث لا يصل منقارها إلى ما تحت قدميها لا يكره لوقوع الأمن عن المخالطة ( و ) كذا سؤر ( سباع الطير ) لأنها تأكل الميتات فأشبه المخلاة . [ ص: 113 ] وعن أبي يوسف رحمه الله أنها إذا كانت محبوسة ويعلم صاحبها أنه لا قذر على منقارها لا يكره ، واستحسن المشايخ هذه الرواية ( و ) سؤر ( ما يسكن البيوت كالحية والفأرة ) ( مكروه ) لأن حرمة اللحم أوجبت نجاسة السؤر إلا أنه سقطت النجاسة لعلة الطوف فبقيت الكراهة والتنبيه على العلة في الهرة .

التالي السابق


( قوله ولو كانت محبوسة بحيث لا يصل منقارها إلى ما تحت قدميها إلخ ) بأن تحبس للتسمن في قفص ويجعل علفها وماؤها ورأسها خارجه

[ ص: 113 ] وهذا مختار الحاكم عبد الرحمن ، وأما شيخ الإسلام فلم يشرطه ، بل أن لا تجد عذرات غيرها بناء على أنها لا تجول في عذرات نفسها ، والأول بناء على أنها تجول فيها ، والحق أنها لا تأكله بل تلاحظ الحب بينه فتلقطه ( قوله وكذا سؤر سباع الطير ) يعني مكروه ، وتعليله بأنها تخالط النجاسة يفيد أنها تنزيهية إن لم يشاهدها شربت على فورها ، والقياس نجاسته لنجاسة اللحم ، والاستحسان أنه طاهر لأن الملاقي للماء منقارها وهو عظم جاف لا لسانها ، بخلاف سباع البهائم




الخدمات العلمية