الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 30 ] قال ( وتخليل الأصابع ) لقوله عليه الصلاة والسلام { خللوا أصابعكم كي لا تتخللها نار جهنم } ولأنه إكمال [ ص: 31 ] الفرض في محله .

التالي السابق


( قوله وتخليل الأصابع ) صفته في الرجلين أن يخلل بخنصر يده اليسرى خنصر رجله اليمنى ، ويختم بخنصر رجله اليسرى في القنية ، كذا ورد والله أعلم

ومثله فيما يظهر أمر اتفاقي لا سنة مقصودة .

( قوله حكى لا تتخللها نار جهنم ) مؤدي التركيب أن التخليل يراد لعدم التظلل ، وهو لا يستلزم أن عدم التخليل مستلزم تخلل النار إلا لو كانت علة مساوية ، وهو منتف وإلا كان التخليل واجبا بعد اعتقادهم حجية الحديث ، لكن المعدود في السنن التخليل بعد العلم بوصول الماء إلى ما بينها وهو ليس واجبا ، وحينئذ فليس هو مقرونا بالوعيد بتقدير الترك فلا حاجة إلى ضمه في السؤال القائل خللوا يفيد الوجوب فكيف وهو مقرون بالوعيد ثم تكلف الجواب بأنه مصروف عنه بحديث الأعرابي ، وأحاديث حكاية وضوئه صلى الله عليه وسلم ، إذ ليس فيها التخليل ، والوعيد مصروف إلى ما إذا لم يصل الماء بين الأصابع ، هذا ومتن الأحاديث على ما في الدارقطني : خللوا أصابعكم لا يخللها الله بالنار يوم القيامة . وهو ضعيف بيحيى بن ميمون التمار ، نعم المصرح فيه بالوعيد ما في الطبراني : من لم يخلل أصابعه بالماء خللها الله بالنار يوم القيامة .

وأمثل أحاديث التخليل ما في سنن الأربعة من حديث لقيط بن صبرة . قال : قال صلى الله عليه وسلم { إذا توضأت فأسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع } قال الترمذي : حديث حسن صحيح . وروى هو وابن ماجه عن ابن عباس [ ص: 31 ] رضي الله عنهما . قال صلى الله عليه وسلم { إذا توضأت فخلل أصابع يديك ورجليك } وقال : حسن غريب

، وعندي أنها كلها للوجوب

والمراد الأمر بإيصال الماء إلى ما بينها إفادة أنه لا يجوز ترك ما خفي مما هو بينها كما هو في داخل اللحية ، والتخليل بعد هذا مستحب لعدم ثبوت المواظبة مع كونه إكمالا في المحل .




الخدمات العلمية