الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
483 337 - (481) - (1 \ 67) عن المغيرة بن شعبة: أنه دخل على عثمان وهو محصور، فقال: إنك إمام العامة، وقد نزل بك ما ترى، وإني أعرض عليك خصالا ثلاثا، اختر إحداهن: إما أن تخرج فتقاتلهم، فإن معك عددا وقوة، وأنت على الحق، وهم على الباطل، وإما أن نخرق لك بابا سوى الباب الذي هم عليه، فتقعد على رواحلك، فتلحق بمكة، فإنهم لن يستحلوك وأنت بها، وإما أن تلحق بالشام، فإنهم أهل الشام، وفيهم معاوية.

فقال عثمان: أما أن أخرج فأقاتل، فلن أكون أول من خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته بسفك الدماء، وأما أن أخرج إلى مكة فإنهم لن يستحلوني بها، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يلحد رجل من قريش بمكة، يكون عليه نصف عذاب العالم " فلن أكون أنا إياه، وأما أن ألحق بالشام فإنهم أهل الشام، وفيهم معاوية، فلن أفارق دار هجرتي، ومجاورة رسول الله صلى الله عليه وسلم .


التالي السابق


* قوله: "وإني أعرض عليك" : من العرض; أي: أذكر لك.

* "نخرق" : كينصر.

* "فإنهم" : أي: الضمير لأهل الشام، والكلام من قبيل: "شعري شعري" أنهم هم المعلومون بأنهم أهل الشام.

* "من خلف" : كنصر.

* "يلحد" : على بناء المفعول; أي: يقبر، أو على بناء الفاعل من الإلحاد.

* "فلن أكون أنا إياه" : قد سبق أن اسمه عبد الله، فلعل هذا منه - رضي الله تعالى عنه - مبني على احتمال أن معنى اسمه عبد الله أنه يقال له: عبد الله على

[ ص: 271 ] المعنى الإضافي، أو قال هذا قبل أن يذكر أن اسمه عبد الله، ثم ما ذكره من المانع من لحوق الشام موجود في الخروج إلى مكة، فلعله ذكر هذا المانع لكونه مانعا آخر اختص به مكة سوى ذلك المانع، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية