الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
492 [ ص: 273 ] 342 - (490) - (1 \ 68) عن شقيق، قال: لقي عبد الرحمن بن عوف الوليد بن عقبة، فقال له الوليد: ما لي أراك قد جفوت أمير المؤمنين عثمان؟ فقال له عبد الرحمن: أبلغه أني لم أفر يوم عينين - قال عاصم: يقول يوم أحد - ولم أتخلف يوم بدر، ولم أترك سنة عمر. قال: فانطلق فخبر ذلك عثمان، قال: فقال: أما قوله: إني لم أفر يوم عينين، فكيف يعيرني بذنب وقد عفا الله عنه، فقال: إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم [آل عمران: 155]، وأما قوله: إني تخلفت يوم بدر، فإني كنت أمرض رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ماتت وقد ضرب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمي، ومن ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه فقد شهد، وأما قوله: إني لم أترك سنة عمر، فإني لا أطيقها ولا هو، فائته فحدثه بذلك .

التالي السابق


* قوله: "قد أجفوت" : من الإجفاء.

* "أبلغه" : من الإبلاغ.

* "لم أفر" : من الفرار.

* "يوم عينين" : في "القاموس": - بكسر العين وفتحها - مثنى: جبل بأحد قام عليه إبليس - لعنه الله تعالى - ، فنادى أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد قتل.

ومقصوده التعريض بعثمان.

* "يعيرني" من التعيير.

* "أمرض" : من التمريض; أي: أخدمها في المرض.

* "فائته" : من الإتيان.

[ ص: 274 ] وفي "المجمع": فيه عاصم بن بهدلة، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.

* * *




الخدمات العلمية