الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2036 - ( 13 ) - حديث : { ادرءوا الحدود بالشبهات }. الترمذي والحاكم والبيهقي من طريق الزهري ، عن عروة ، عن عائشة بلفظ : { ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم ، فإن كان له مخرج فخلوا سبيله ، فإن الإمام أن يخطئ في العفو ، خير من أن يخطئ في العقوبة }.

وفي إسناده يزيد بن زياد الدمشقي ، [ ص: 105 ] وهو ضعيف ، قال فيه البخاري : منكر الحديث ، وقال النسائي : متروك ، ورواه وكيع عنه موقوفا ، وهو أصح ; قاله الترمذي ، قال : وقد روي عن غير واحد من الصحابة أنهم قالوا ذلك ، وقال البيهقي في السنن : رواية وكيع أقرب إلى الصواب ، قال : ورواه رشدين ، عن عقيل ، عن الزهري ، ورشدين ضعيف أيضا ، ورويناه عن علي مرفوعا : { ادرءوا الحدود ، ولا ينبغي للإمام أن يعطل الحدود }وفيه المختار بن نافع ، وهو منكر الحديث قاله البخاري ، قال : وأصح ما فيه حديث سفيان الثوري ، عن عاصم ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود قال : " ادرءوا الحدود بالشبهات ، ادفعوا القتل عن المسلمين ما استطعتم " . وروي عن عقبة بن عامر ومعاذ أيضا موقوفا ، وروي منقطعا وموقوفا على عمر .

قلت : ورواه أبو محمد بن حزم في كتاب الإيصال من حديث عمر موقوفا عليه بإسناد صحيح ، وفي ابن أبي شيبة من طريق إبراهيم النخعي ، عن عمر : لأن أخطئ في الحدود بالشبهات ، أحب إلي من أن أقيمها بالشبهات " . وفي مسند أبي حنيفة للحارثي من طريق مقسم عن ابن عباس بلفظ الأصل مرفوعا

التالي السابق


الخدمات العلمية