الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر ملك غياث الدين هراة وغيرها من خراسان

لما فرغ شهاب الدين من إصلاح أمر لهاوور وتقرير قواعدها ، سار إلى أخيه غياث الدين ، فلما اجتمعت به استقر رأيهما على المسير إلى خراسان وقصد مدينة هراة ومحاصرتها ، فسارا في العساكر الكثيرة إليها ، وكان بها جماعة من الأتراك السنجرية ، فنازلا البلد وحصراه ، وضيقا على من به ، فاستسلموا إليهما ، وأرسلوا يطلبون الأمان منهما ، فأجاباهم إلى ذلك وأمناهم ، فتسلما البلد ، وأخرجا من فيه من الأمراء السنجرية ، واستناب فيه غياث الدين خزنك الغوري ، وسار غياث الدين وأخوه إلى فوشنج فملكاها ، ثم إلى باذغيس وكالين وبيوار فملكاها أيضا ، وتسلم ذلك جميعه غياث الدين ، وأحسن السيرة في البلاد ، ورجع إلى فيروزكوه ، ورجع شهاب الدين إلى غزنة .

( وكان ) ينبغي أن حوادث الغورية تذكر في السنين ، وإنما جمعناها ليتلو [ ص: 195 ] بعضها بعضا ; ولأن فيه ما لم يعرف تاريخه فتركناه بحاله .

التالي السابق


الخدمات العلمية