nindex.php?page=treesubj&link=20741دليل سادس: أن التكليف محال إلا مع العقل، ولهذا لا يكلف الشرع شيئا إلا بعد كمال عقولنا. فدل على أن السمع يعلم بالعقول. وإذا كان معلوما به، والعقل متقدم عليه، ولا تقف معرفته على الشرع - استحال أن يقال: طريق معرفة الله السمع. وكيف يتصور ذلك ونحن لا نعلم وجوب النظر بقول الرسول حتى نعلم أنه رسول؟ ولا نعلم أنه رسول [ ص: 56 ] حتى نعلم أنه مؤيد بالمعجزة؟ ولا نعلم أنه مؤيد بالمعجزة حتى نعلم أن التأييد من الله سبحانه؟ ولا نعرف التأييد من الله حتى نعرفه ونعلم أنه لا يؤيد الكذاب بالمعجزة؟ ولا نعرف ذلك إلا بفهم العقل، الذي هو نوع من العلوم الضرورية؟ فدل على أن معرفته سبحانه بالعقل.

nindex.php?page=treesubj&link=20741دَلِيلٌ سَادِسٌ: أَنَّ التَّكْلِيفَ مُحَالٌ إِلَّا مَعَ الْعَقْلِ، وَلِهَذَا لَا يُكَلِّفُ الشَّرْعُ شَيْئًا إِلَّا بَعْدَ كَمَالِ عُقُولِنَا. فَدَلَّ عَلَى أَنَّ السَّمْعَ يُعْلَمُ بِالْعُقُولِ. وَإِذَا كَانَ مَعْلُومًا بِهِ، وَالْعَقْلُ مُتَقَدِّمٌ عَلَيْهِ، وَلَا تَقِفُ مَعْرِفَتُهُ عَلَى الشَّرْعِ - اسْتَحَالَ أَنْ يُقَالَ: طَرِيقُ مَعْرِفَةِ اللَّهِ السَّمْعُ. وَكَيْفَ يُتَصَوَّرُ ذَلِكَ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ وُجُوبَ النَّظَرِ بِقَوْلِ الرَّسُولِ حَتَّى نَعْلَمَ أَنَّهُ رَسُولٌ؟ وَلَا نَعْلَمُ أَنَّهُ رَسُولٌ [ ص: 56 ] حَتَّى نَعْلَمَ أَنَّهُ مُؤَيَّدٌ بِالْمُعْجِزَةِ؟ وَلَا نَعْلَمُ أَنَّهُ مُؤَيَّدٌ بِالْمُعْجِزَةِ حَتَّى نَعْلَمَ أَنَّ التَّأْيِيدَ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ؟ وَلَا نَعْرِفُ التَّأْيِيدَ مِنَ اللَّهِ حَتَّى نَعْرِفَهُ وَنَعْلَمَ أَنَّهُ لَا يُؤَيِّدُ الْكَذَّابَ بِالْمُعْجِزَةِ؟ وَلَا نَعْرِفُ ذَلِكَ إِلَّا بِفَهْمِ الْعَقْلِ، الَّذِي هُوَ نَوْعٌ مِنَ الْعُلُومِ الضَّرُورِيَّةِ؟ فَدَلَّ عَلَى أَنَّ مَعْرِفَتَهُ سُبْحَانَهُ بِالْعَقْلِ.