الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( وإذا دفع إلى حائك غزلا فقال ) رب الغزل ( انسجه لي عشرة أذرع في عرض ذراع فنسجه زائدا على ما قدره له في الطول والعرض فلا أجر له ) أي الحائك ( في الزيادة ) لأنه غير مأمور بها .

                                                                                                                      ( وعليه ضمان ما نقص الغزل المنسوج فيها ) لتعديه ( فأما ما عدا الزائد فإن كان جاءه زائدا في الطول وحده ولم ينقص الأصل بالزيادة فله المسمى ) من الأجر ، وإن جاء به زائدا في العرض وحده أو فيهما ففيه وجهان أحدهما : لا أجر له لأنه مخالف لأمر المستأجر والثاني : له المسمى لأنه زاد على ما أمر به فأشبه زيادة الطول ومن قال بالأول فرق بين الطول والعرض بأنه يمكن قطع الزائد في الطول ، ولا يمكن ذلك في العرض ، وإن جاء به ناقصا في الطول والعرض ، أو في أحدهما ففيه وجهان أيضا أحدهما : لا أجر له وعليه ضمان نقص الغزل لمخالفته والثاني : له بحصته من المسمى وإن جاء به زائدا في أحدهما ناقصا في الآخر ، فلا أجر له في الزائد وهو في الناقص على ما ذكرنا من التفصيل قاله الموفق .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية