الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( و ) إن أوصى لزيد مثلا ( بضعف نصيب ابنه فله مثله مرتين ) لقوله تعالى : { لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات } [ ص: 382 ] وقوله { : فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا } وقوله : { وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون } ويروى عن عمر أنه أضعف الزكاة على نصارى بني تغلب فكان يأخذ من المائتين عشرة قال الأزهري : الضعف المثل فما فوقه .

                                                                                                                      فأما قوله : إن الضعفين المثلان فقد روى ابن الأنباري عن هشام بن معاوية النحوي قال العرب : تتكلم بالضعف مثنى فتقول : إن أعطيتني درهما فلك ضعفاه ، أي : مثلاه وإفراده لا بأس به إلا أن التثنية أحسن .

                                                                                                                      ( و ) إن وصى ( بضعفيه ) أي : ضعفي نصيب ابنه فللموصى له ( ثلاثة أمثاله ، و ) إن وصى له ب ( ثلاثة أضعافه ) فله ( أربعة أمثاله وهلم جرا ) أي : كلما زاد ضعفا زاد مثلا لأن التضعيف ضم الشيء إلى مثله مرة بعد أخرى .

                                                                                                                      قال أبو عبيدة معمر بن المثنى : ضعف الشيء هو ومثله ، وضعفاه هو ومثلاه وثلاثة أضعافه أربعة أمثاله ولولا أن ضعفي الشيء ثلاثة أمثاله لم يكن فرق بين الوصية بضعف الشيء وبضعفيه والفرق بينهما مراد ومقصود وإرادة المثلين من قوله تعالى : { يضاعف لها العذاب ضعفين } إنما فهم من لفظ " يضاعف " لأن التضعيف ضم الشيء إلى مثله فكل من المثلين المنضمين ضعف كما قيل لكل واحد من الزوجين زوج ، والزوج هو الواحد المضموم إلى مثله .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية