الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5214 65 - حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وبريد -بضم الباء وفتح الراء مصغر برد- ابن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، واسم أبي بردة عامر، وقيل: الحارث، واسم أبي موسى عبد الله بن قيس، وبريد بن عبد الله يكنى أبا بردة يروي عن جده أبي بردة، عن أبي موسى.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في البيوع في باب العطار وبيع المسك، فإنه أخرجه هناك عن موسى بن إسماعيل، عن عبد الواحد، عن أبي بردة، ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: (مثل الجليس الصالح) ويروى: مثل جليس الصالح بإضافة الموصوف إلى صفته.

                                                                                                                                                                                  قوله (الكير) بكسر الكاف، وهو زق غليظ ينفخ فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: (يحذيك) بضم الياء وسكون الحاء وكسر الذال المعجمة، بمعنى "يعطيك" وزنا ومعنى، من الإحذاء وهو الإعطاء يقال: أحذيت الرجل إذا أعطيته الشيء وأتحفته به.

                                                                                                                                                                                  وفيه مدح المسك المستلزم لطهارته، ومدح الصحابة حيث كان جليسهم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حتى قيل: ليس للصحابي فضيلة أفضل من فضيلة الصحبة، ولهذا سموا بالصحابة مع أنهم علماء كرماء شجعاء إلى تمام فضائلهم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية