الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5411 58 - حدثنا عمرو بن علي، حدثنا يحيى، حدثنا سفيان، حدثني سليمان، عن مسلم، عن مسروق، عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعوذ بعض أهله، يمسح بيده اليمنى ويقول: اللهم رب الناس، أذهب الباس، اشفه وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما. قال سفيان: حدثت به منصورا، فحدثني عن إبراهيم، عن مسروق، عن عائشة نحوه.

                                                                                                                                                                                  [ ص: 269 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 269 ] مطابقته للترجمة ظاهرة.

                                                                                                                                                                                  وعمرو بفتح العين ابن علي بن بحر الصيرفي البصري وهو شيخ مسلم أيضا، ويحيى هو القطان، وسفيان هو الثوري، وسليمان هو الأعمش، ومسلم بضم الميم وسكون السين وكسر اللام، قال بعضهم: هو أبو الضحى، مشهور بكنيته أكثر من اسمه، ثم قال: وجوز الكرماني أن يكون مسلم بن عمران لكونه يروي عن مسروق ويروي الأعمش عنه، وهو تجويز عقلي محض يمجه سمع المحدث، على أني لم أر لمسلم بن عمران البطين رواية عن مسروق، قلت: الذي قاله هذا القائل يمجه سمع كل أحد، ودعواه أنه لم ير لمسلم بن عمران رواية عن مسروق باطلة; لأن جامع رجال الصحيحين ذكر فيه مسلم بن أبي عمران، ويقال: ابن عمران، ويقال: ابن أبي عبد الله البطين، يكنى أبا عبد الله، سمع سعيد بن جبير عندهما، يعني عند الشيخين، ومسروقا عند البخاري، وروى عنه الأعمش عندهما، وتوفي في خلافة عمر بن عبد العزيز - رضي الله تعالى عنه - وكيف يدعي هذا المدعي بدعواه الفاسدة ردا على من سبقه في شرح هذا الحديث مشنعا عليه بسوء أدب "قل كل يعمل على شاكلته".

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في الطب، عن شيبان بن فروخ وغيره، وأخرجه النسائي فيه، وفي اليوم والليلة، عن محمد بن قدامة وعن آخرين.

                                                                                                                                                                                  قوله: "يعوذ " من التعويذ بالذال المعجمة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "يمسح" أي: يمسح على موضع الوجع بيده اليمنى، قال الطبري: هو على طريق التفاؤل لزوال ذلك الوجع.

                                                                                                                                                                                  قوله: "لا شفاء" بالمد مبني على الفتح وخبره محذوف، أي: لا شفاء حاصل لنا أو له إلا بشفائك.

                                                                                                                                                                                  قوله: "إلا شفاؤك" بالرفع بدلا من موضع "لا شفاء".

                                                                                                                                                                                  قوله: "شفاء" بالنصب على أنه مصدر اشفه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "قال سفيان" هو موصول بالإسناد المذكور.

                                                                                                                                                                                  قوله: "حدثت به" أي: بهذا الحديث منصورا، يعني ابن المعتمر، وإبراهيم هو النخعي، والحاصل أن فيه طريقين، طريق عن مسلم عن مسروق، وطريق عن إبراهيم عنه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية