الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
الخاتمة

وبعد، فإن الأسرة المسلمة تعد أساس البناء الحضاري الشامل للأمة المسلمة، لذا حرص الإسلام على توفير كافة أسباب المتانة والقوة بما يضمن للبناء تماسكه واستقراره، وبما يسهم في الإعداد الأمثل للنهوض الحضاري للإنسانية جمعاء.

غير أنه من المؤسف حقا أن الأسرة المسلمة في عصرنا الحالي بدأت تتمثل قيم الحضارة الغربية وأخذت تعبها بشراهة دون وعي لمرارة البحر، لذلك نجدها تحصد تعقيدات الحياة المعاصرة التي جلبتها الحضارة المادية السائدة في الغرب.

لقد حصدت الأسرة المسلمة ضعفا وفقرا وتشتتا، وتفشت الأزمات الأخلاقية بعد أن كانت الأسرة المسلمة تنفث في كل يوم عبير الإخلاص والتضحية والعطاء.

ويجب أن نعترف بأن ضعف الأسرة المسلمة اليوم جاء نتيجة تمثلها قيم الحضارة الغربية على حساب قيمنا الإسلامية المبنية على التعاون والتراحم والعفاف، فتقطعت العلاقات الأسرية بعد أن كانت كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا. [ ص: 69 ]

وعليه، بات لزاما علينا أن نعمل على تصويب أوضاع الأسرة، وإعـادة مكانتـها وهيـبتها وتحقيق أهدافـها، ولن يتم ذلك إلا بتمثل العقيدة الإسلامية فكرا وسلوكا، وتنوير الأبناء على الأحكام المنبثقة عن عقيدتنا وعلى القيم الإسلامية الأصيلة الرديفة لها. فعن طريق العودة إلى الإسلام تنحل كثير من العقد وتزول تلك الأسباب.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. [ ص: 70 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية