الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن أرسلت كلبي من يدي وكان معي أو كان يتبعني ، فأثرت الصيد فأشليت الكلب عليه ، وليس الكلب في يدي ولكنه بحال ما وصفت لك فانشلى الكلب فأخذ الصيد فقتله ، أآكله أم لا ؟ قال : كان مالك مرة يقول إذا كان الكلب معه وأثار الرجل [ ص: 535 ] الصيد فأشلى الكلب فخرج الكلب في طلب الصيد بإشلاء الرجل ولم يكن الكلب هو الذي خرج في طلب الصيد ، ثم أشلاه سيده بعد ذلك ؟

                                                                                                                                                                                      قال مالك : لا بأس ، قال : وأما إن كان الكلب هو الذي خرج في طلبه ثم أشلاه سيده بعد ذلك ، قال مالك : فلا يأكله ، قال : وكان هذا قوله الأول ثم رجع عن ذلك فقال : لا يأكله إلا أن يكون في يده ثم أرسله بعد أن أثار الصيد ، قال : وقوله الأول أحب إلي ، وإذا كان الكلب إنما خرج في طلب الصيد بإشلاء سيده أكله ، وإن كان في غير يده لأن الكلب ههنا إذا خرج بإشلاء سيده فكأن السيد هو الذي أرسله من يده .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية